فقلت: ما وراءك يا عصام، قال: وجود له انصرام، قلت: من أين وضح الراكب، قال : من عند رأس الحاجب، قلت له: ما الذي دعاك إلى الخروج، قال: الذي دعاك إلى طلب الولوج، قلت له: أنا طالب مفقود، قال: وأنا داع إلى الوجود، قلت له: فأين تريد، قال: حيث لا أريد، لكني أرسلت إلى المشرقين، إلى مطلع القمرين، آمرا من لقيت بخلع النعلين، قلت له: هذه أرواح المعاني، وأنا ما أبصرت إلا الأواني
ثم قال لي : من كان رفيقك في السفر، قلت: الصحيح النظر الطيب الخبر، قال: هو الرفيق الأعلى، فهل أوقفك في الموقف الأجلي، قلت: لست أعلم هذه الأصول، لكني ابتغيت الوصول، فجعلت همتي أمامي، والطور إمامي، فسمعت لا يراني، إلا من سمع كلامي فخررت صعقا، وتدكدك جسمي فرقا، وبقيت طريحا بالوادي، وذهبت النعلان وبقي زادي، فلما لم أر كونا آنست عينا.
رسائل ابن عربي