dimanche 16 mai 2010

راشيل كوري... الشهيدة المجهولة


راشيل كوري... الشهيدة المجهولة

آسيا العتروس

ما الذي يمكن ان يدفع فتاة امريكية في عقدها الثاني و هي التي تنتمي لاحدى اكبر جامعات كولومبيا ان تتخلى عن حلمها وبلدها وتلتحق بفئة من الشباب امثالها ممن قرروا ان هناك على ارض فلسطين ما يستحق المتابعة والاستكشاف والتضحية؟

في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين حطت راشيل كوري الرحال وتحت سقف بيت متواضع اختارت ان تقتسم لقمة العيش مع عائلة فلسطينية متواضعة فتحت لها ابواب بيتها واستقبلتها لتكون شاهدا على الماساة الانسانية المستمرة في خضم صمت دولي مريب و ذلك قبل ان تتحول راشيل بدورها الى ضحية للاحتلال وتتحول الى رمز لنوع جديد من التضامن.

الذي يرفض مماطلات الغرب و انانيته المفرطة في الولاء و الطاعة للاحتلال الاسرائيلي , وفي صبيحة السادس عشر من مارس 2003 استفاقت راشيل كوري ومن معها على وقع البلدوزر يزحف باتجاه البيت الفلسطيني لهدمه ثارت ثائرة راشيل ووقفت مع رفاقها العزل لمنع الجريمة و نجحت في مرحلة اولى في منع عملية الهدم لمدة ساعتين وهي تصرخ عبر مكبر الصوت الا ان الجندي الاسرائيلي المتخفي خلف مدرعته هاله ان يتراجع عن الهدف الذي ارسل من اجله .صم اذنيه و زحف باتجاه راشيل و اصدقائها من فلسطينيين و كنديين وبريطانيين ,في البداية لا احد توقع ان يمضي الجندي الاسرائيلي قدما في اتجاه تنفيذ عمليته البشعة.و في لحظة زمنية بدت كانها الدهراتضح الخطر ، فتفطن اصدقاء راشيل وتفرقوا و لكن راشيل ظلت متسمرة امام البلدوزر ربما اعتقدت ان الجندي لن يجرؤ على استهدافها و انه لا يمكن لانسان على وجه الارض ان يقدم على تلك الجريمة و لكن راشيل كانت مخطئة فقد استمر الجندي و هو الذي ينتمي لصفوف الجيش الذي تصر اسرائيل على اعتباره الاكثر اخلاقية في العالم على تصفيتها تحت انظار العالم .و بدم بارد دهس الجندي راشيل و كان و كانه في حالة من الانتشاء و لم يتوقف عن ذلك الا بعد ان ادرك هول ما اقدم عليه ...

وحتى اليوم لا تزال عائلة راشيل تلاحق المسؤولين الاسرائيلين لا طلبا في التعويضات ولاسعيا لمحاكمة الجندي القاتل بل طلبا للتوضيح بشان النهاية التي اآت اليها راشيل .اكثرمن سبب قد يبرر العودة الى ذكرى راشيل التي اختارت الموت على ارض فلسطين اولهما انه وبعد سبع سنوات على تلك الحادثة فان راشيل كوري لم توف حقها في الاعلام العربي و حتى الغربي وثانيهما اطلاق نشطاء رفع الحصارعلى غزة اسم راشيل كوري على اول سفينة ضمن قالفة السفن التي ابحرت بالامس من ارلندا باتجاه القطاع المحاصرمحملة باول وفد من النشطاء والبرلمانيين الاوروبيين في ذكرى النكبة و بالتزامن مع مرورالف يوم على حصار القطاع في تحد لكل التهديدات التي اطلقتها اسرائيل لمنع انتفاضة السفن من العبور الى غزة بل ان النائب اليوناني اناتوبولس ذهب الى حد تهديد اسرائيل بمقاضاتها امام المحاكم الاوروبية اذا استهدفت قالفة غزة فهل نشهد بعد هذا امتدادا لعدوى مناصرة غزة بين البرلمانيين والنشطاء العرب ؟ ...

الصباح: الأحد 16- 05- 2010

Aucun commentaire: