mercredi 12 août 2009

باب من أحبّ في النوم


وذلك أني دخلت يوماً على أبي السري ..... فوجدته مفكراً مهتماً فسألته عما به، فتمنع ساعة ثم قال: لي أعجوبة ما سمعت قط، قلت: وما ذاك؟ قال: رأيت في نومي الليلة جارية فاستيقظت وقد ذهب قلبي فيها وهمت بها وإني لفي أصعب حال من حبها، ولقد بقي أياماً كثيرة تزيد على الشهر مغموماً مهموماً لا يهنئه شيء وجداً، إلى أن لمته وقلت له: من الخطأ العظيم أن تشغل نفسك بغير حقيقة، وتعلق وهمك بمعدوم لا يوجد، هل تعلم من هي؟ قال: لا والله، قلت: إنك لقليل الرأي مصاب البصيرة إذ تحب من لم تره قط ولا خلق ولا هو في الدنيا. فما زلت به حتى سلا وما كاد.
وهذا عندي من حديث النفس وأضغاثها، وداخل في باب التمني وتخيل الفكر. وفي ذلك أقول شعراً، منه:


يا ليت شعري من كانت وكيف سرت
أطلعة الشمس كانت أم هي القمر

أظنه العقل أبداه تدبره
أو صورة الروح أبدتها لي الفكر

أو صورة مثلت في النفس من أملي
فقد تخيل في إدراكها البصر

أو لم يكن كل هذا فهي حادثة
أتى بها سبباً في حتفي القدر

ابن حزم الأندلسي



رأيتُ في المنام وجهَ نُعْم
وصوتها الحبيبُ رنّ في مسامعي

كم مرّ بي
من كدر الزمان أو من صفوه
ونُعمُ ما تزال في فؤاديَ الكليم
كنجمة وضيئة في ليليَ البهيمْ


مجدي بن عيسى

Aucun commentaire: